أعلنت روسيا في 30 أيلول/سبتمبر 2015 عن بدأ عملياتها العسكرية في سورية، وذلك بعد أن طلب الرئيس السوري، بشار الأسد، دعماً عسكرياً من موسكو ووافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد.
جاءت هذه الضربات بعد تزايد الدعم العسكري المعلن لنظام الأسد من قبل موسكو، والإعلان عن تشكيل مركز معلوماتي في بغداد تشارك فيه روسيا وإيران والعراق وسوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
استهدفت أولى الضربات الروسية في 30 أيلول/سبتمبر مواقع تابعة لتنظيم الدولة في محافظة حمص، وفقاً لادعاءات وزارة الدفاع الروسية؛ إلا أن تلك المواقع كانت تبعد أكثر من 50 كلم عن مواقع التنظيم الحقيقية، حيث تركزت غارات روسيا في اليوم الأول على مواقع قوى الثورة السورية في ريفي حمص وحماه الشماليين والتي سقط من جرائها العشرات من المدنيين.أعلنت كلٍ من روسيا والولايات الأمريكية المتحدة في بيان مشترك بتاريخ 27 فبراير/شباط 2016 عن التوصل لاتفاق هدنة في سورية تستثني تنظيمي "الدولة الإسلامية" و "جبهة النصرة"، إلا أن قوات النظام والميلشيات الموالية لم تحترم قواعد هذه الهدنة، حيث أنها عملت على اختراقها مرات عدة وذلك بدعم من الطيران الروسي، إذ تم استهداف مواقع انتشار قوى الثورة السورية في أغلب المحافظات، وبلغ عدد الخروقات حتى تاريخ 19 إبريل/نيسان 1180 خرق (انظر الشكل رقم 1)، يضاف إليها خروقات أخرى تمثلت بحالات اعتقال بلغ عددها 381، ومنع دخول 10 قوافل مساعدات إلى الأماكن التي فرض النظام عليها حصاراً خانقاً. يمكن تصنيف خروقات قوات النظام عامة إلى:
- خروقات استنزافية: وهي التي جاءت استمراراً لحملة كان يقوم بها النظام كنوع من استنزاف لقوى الثورة السورية أو مجرد لإثبات وجود، وتوزعت تلك الخروقات على (مدينة حلب – إدلب – حماه – ريف حمص الشمالي – بعض مناطق الغوطة الغربية – درعا) وتمثلت تلك الخروقات في قصف بالطيران الحربي، براميل متفجرة – قصف صاروخي، مدفعية، رشاش متوسط وفي بعض المناطق تم رصد حلالات قنص من قِبل قوات النظام. وبالرغم من عشوائية تلك الخروقات وعدم وجود هدف واضح منها.
- خروقات استراتيجية: وهي الخروقات التي استهدفت من خلالها قوات النظام موقعاً محدداً بُغية التقدم أو من أجل محاصرة منطقة محددة، أو استمراراً للخطة العسكرية الروسية (منع قوى الثورة من امتلاك جبهات مشتركة مع تنظيم الدولة) أو تطويعاً للميدان خدمة للسياسة كما فعل باستهداف تجمعات المدنيين في كلٍ من بلدتي كفرنبل ومعرة النعمان بمحافظة إدلب في 19 ابريل نيسان 2016 كرسالة ضغط على موقف الهيئة العليا للتفاوض التي علقت مشاركتها بالمفاوضات.
الشكل رقم (1)
وهي سياسة اتبعتها قوات النظام في كلٍ من ريف حلب الجنوبي وريف اللاذقية والغوطة الشرقة (قطاع المرج) كما هو مبين أدناه:
|