Copy
View this email in your browser

حيّاكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، 

تذكروا غسل أيديكم

عساكم بخير في ظل الحجر الصحي.
الأخبار: قامت الشرطة والدرك الجزائري بحملة شعواء (أو عشواء؟) على باعة الشاي في وادي سوف (الجنوب الشرقي في الجزائر، وأحد الأصدقاء يصرّ على أن اسم الولاية إما أن تقول الوادي بالألف واللام أو سوف فقط أما وادي سوف مع بعض فبدعة مخترعة باطلة وغير صحيحة تاريخيًا وعقليًا)، فأصبح عدد من يبيع الشاي هناك يؤول إلى الصفر تقريبًا، مع ذلك أعرف بؤرتين تبيعان الشاي. أحدها بالقرب من مكتب عملي لكنه أغلق فأصبح يبيع من منزله فذهبت له واشتريت من عنده وأثناء ارتشاف الشاي الذي أعدّه، أكتب لكم هذا العدد من النشرة البريدية.
من الغريب أن تعيش في عصر تستطيع فيه شراء الكوكا من محل تموين لأنه يبيع "الأساسيات"، ولا تستطيع فيه شراء قهوة إسبريسو أو كوب شاي بالنعناع جميل وطازج ولذيذ لأنه... خمّن؟... فوالا .."ليس من الأساسيات"...
ليس من الأساسيات وفق من؟
اقطع الشاي عن الجزائر ولن أكتب حرف محتوى واحد مرة أخرى. انقطاعات الإنترنت مع أنها ستضر عملي إلا أن انقطاعات الشايّ أشد وطأة. وبما أننا نتكلم عن نبتة طبيعية (سأرى صينيًا خبيرًا في الجينات يضحك من قولي 'طبيعية' هناك لأنه ساهم في تعديل الشاي جينيًا أي أنها في الحقيقة نبتة معدّلة جينيًا أو وراثيًا أيهما شئت فقل أو اُكتب لا حرج عليك)، سأشارككم هذه الفكرة التي خطرت لي لما أكلت ليومين على التوالي طبق عدس. 
لماذا القهوة مهددة بالانقراض، والعدس لا؟.. ولماذا الناس تشتريه مع أن ثمنه مرتفع؟... يظل هذا من الألغاز التي تستعصي على فهمي.
الطريقة الوحيدة التي أحب أن آكل بها العدس هي جعله شوربة. وهو ما تناولته فقط خارج المنزل. وكان رائعًا مع أنه عدس. في تلك المرة غيرت فكرتي الشنيعة عن العدس. مع ذلك لا زلت لا أحبه كثيرًا...
أحيانًا تأتيني أفكار غريبة -سيقول أحد الأصدقاء: دومًا وليس أحيانًا- حين أفكّر بالعدس أتذكر مشهدًا من أحد القنوات الوثائقية عن بلد آسيوي يعاني سكانه نقص الحديد، فيضعون في الحساء أو "أيًا ما كانوا" يأكلونه سمكة من حديد كي يذوب حديدها ببطء شديد ويتماهى مع السائل فلما يتناولنه يكسبون الحديد الذي ينقصهم.. أتصور أحيانًا سمكة حديدية في شوربة عدس تقدم لي ولما آخذها وأنا أحسبها لحمًا طريًا تصطدم أسناني بحديد قاس وأشعر بالإحباط..
على ذكر هذا التخيل، أتذكر واقعة حقيقية لما كنت في الإقامة الجامعية بوراوي عمّار، التي يسميها أحد أصدقائي "دُبر الأرض" لأسباب -وليس لسبب واحد- وجيهة. كنا في "الريسطو" أي مطعم الجامعة، وأخذنا صفائح الغداء وبدأنا بتناول الطعام ليتوقف صديقي فجأة ويخرج سنًا سقطت من فمه لأنه عضّ حجرة صغيرة كانت هناك تصورها بطاطا أو جزرة أو ما شابه.
ذلك الصديق عمل "ترنسفر" أي نقل من تخصص العلوم الفلاحية لتخصص آخر وأظنه انتقل لمدرسة عسكرية (شرشال بالتحديد)، ولا بد أنه تخرج منها الآن لكن صلتي به انقطعت.

حبكة لفلم جاهزة للسرقة يمكنك بيعها فورًا لنتفلكس - دون مشاركتي بفلس واحد:
لما كنتُ أمشي مع أخي، حكى لي عن فلم فون ديزل الأخير الذي يتمحور حول النانو، وقالي لي أن النانو بدأ يظهر كثيرًا في الأفلام هذه الفترة. قلت له بالفعل. لكن من ناحية أخرى وفي موضوع قريب من تقنية النانو لا أتصور أن العلم سيتمكن قريبًا من اختراع شيء يمكّن العقل البشريّ من استيعاب كم كبير من المعلومات في فترة وجيزة للغاية. 
تذكّر ما قاله عدنان إبراهيم  (فيما أذكر) عن الفيلسوف الإنجليزي ستيوارت مل الذي أصيب بانهيار عصبي جرّاء قرائته كمًا كبيرًا من الكتب وهو في سن صغير.
لذلك أتوقع أن إيلون مسك الذي يملك شركة تهدف لدمج الحاسوب بالدماغ البشري سيرتكب جرائم.
وينتابني سؤال: على من سيجرب تقنياته؟ هل سيرضى إيلون مسك بأن يُشرّح دماغه ويجرب تقنياته الناشئة على نفسه؟ لا أظن ذلك.
لنكمل حديثنا: لذلك تصوري هو: أنه حتى لو اُخترعت هذه التقنية: إيجاد وصلة بين الحاسوب والدماغ بحيث يمكنك ضخ مكتبة كاملة في دماغك في غضون دقائق ستحظر.
ليش؟
الجواب: لأنها ستسبب جنون من تُنقل له المعلومات. من وجهة نظري الشخصية. الدماغ البشري مصمم بعناية لاكتساب المعلومات تدريجيا وببطء وإنطلاقًا من نقطة صفرية هي الصفحة البيضاء أو المعبر عنها قرآنيا بجملة "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا".
طيب. ما هي حبكة الفلم.
لنقل أن هناك من جرّب هذه التقنية (أي نقل المعلومات بكثافة من حاسوب أو فلاشة لدماغه) وجُنّ لكن لم يُظهِر جنونه، ومن ثم أدخل في رأسه كل قصة وحبكة للجرائم حقيقية كانت أو خيالية مكتوبة كانت أو بهيئة مسلسل أو فلم. ثم أصبح قاتلًا متسلسلًا.
ثم اُجلب أنت يا مخرج المستقبل محققًا واجعله يتعذب في ملاحقته. لن يكفيك محقق واحد. اجلب محققًا اجعله يجرب نفس التقنية للتفوق على القاتل المتسلسل ثم اجعله يجنّ (كي تُوصِل للمشاهد أن التقنية غير آمنة وأن القاتل جن -لا تعطي المعلومة هذه للمشاهد بسهولة بل دعه يكتشفها لوحده بالتدريج) ثم اجلب محققًا آخر تعلم الدرس من الأول ولم يجرب التقنية واتبع الطرق التقليدية في حل الجرائم.
ثم الأمر إليك. يمكنك جعل النهاية سعيدة: بانتصار الخير واندحار الشر.
أو جعلها مفتوحة: غير معلومة النتيجة طمعًا في جزء آخر تخرجه وتكسب المال منه.
أو جعلها تعيسة. بانتصار الشرير المجنون.
------------------------------------------------------
عودة للشاي.
قد يقول قائل: لماذا لا تطهوه في المنزل أو تطلب من يطهوه لك؟
الجواب: هو أن الطهي في المنزل نتيجته لن تكون مثلما يبيعونه في الخارج وذلك لسبب وجيه هو أن الجنوب عموما ووادي سوف خصوصًا تشتهر بأن فيها طهاة شاي أسطوريين، وحتى المتواضعين منهم سيكون شايهم أفضل من الشاي الذي تعده في المنزل ما لم تكن بارعًا جدًا في إعداده. وغنيّ عن الذكر أنني طاهي شاي عاديّ جدًا. 
هذا السبب الأول. السبب الثاني أنني لا أريد قضاء وقت في إعداده ولا أريد تعطيل من في المنزل بإعداده ولأنه أصلًا يعدّ يوميًا هناك وأشربه لكن لا أحس أنه يشبع النهم الشاهوي الذي يجتاحني. 
على ذكر الشاي أوالشاهي أو التاي كما ندعوه هنا: إليكم هذا الفيديو الطريف: 
https://www.youtube.com/watch?v=mEOIYi0Fg60
ولمن يحب الأدب منكم -وفي ذات الوقت الشاي- تعرّف لوصفة جورج أورويل السريّة بشأن إعداده: 

“كوب شاي لذيذ” بحسب طريقة “جورج أورويل” 

أصبح عدد المشتركين الآن حوالي 140 مشتركًا ومشتركة، شكرًا لكم جميعًا، كنتُ قد كتبت في الأعداد السابقة أني سأنشر بعضها بعد شهرين من نشرها هنا، لكن فكرت في الأمر وآثرت أن أبقي هذه المساحة خاصة، حميمة وودية كما هي الآن، بعيدًا عن النشر العلني العام...
أثّر الحجر عليّ بطريقتين: أولهما أن متابعتي للتعلم بغرض رخصة السياقة (التي اجتزت ولله الحمد مرحلة الكود فيها بنجاح) اضطرب. أولًا كانت هناك رياح رملية هنا استمرت بشكل مقلق لمدة أسبوعين، ثم بدأ الحجر الصحي بعدها. فلم أعد أعرف متى أو كيف أتعلم... (أسعى حاليًا لاكتشاف ذلك).

الثاني هو مع إغلاق المقاهي أصبحت قهوة الإسبريسو -التي أنا مدمن عليها- مفقودة... ثم اكتشفت مكانًا يبيعها خفية فاشتريت منه ثم أغلق اليوم التالي فتعذبت أكثر.. بعدها اكتشفتُ مكانًا آخر يبيعها قال صاحبها وهو يسلمنا "المخدرات" عفوًا القهوة، أننا أصبحنا وكأننا نبيع "الشراب" في هذا البلد، لكن كنت قد تخلصت من إدمانها: ذهب الصداع وتلاشت مشاعر القلق، فلم أشتري من عنده. ووجدتها فرصة كي لا أعود للإسبريسو مرة أخرى ما دام بالمقدور تجنبها كلية كما أفعل الآن، كانت أعراض الانسحاب منها رهيبة لكني تجاوزتها والحمد لله.

قد يقول قارئ نبيه أو قارئة نبيهة "تلمح حتى اللا أشياء وتسمع ضحك النملة" كما يقول الشاعر أحمد مطر، ألم تقل أنك لم تشتري من عنده في حين قلت في قبلها "وهو يسلمنا المخدرات" مع كلمة المخدارت موضوعة بين علامتي اقتباس؟ أقول نعم.. تسلمها أخي الذي يشربها أحيانًا وهو غير مدمن عليها، لكني لم أشربها. كانت طوال طريق العودة هناك في يده، وأنا متحلٍ بالقوة والشجاعة ولم أقربها. 
يقول قارئ آخر (هذه المرة غير نبيه) قل: لم أشربها. لأن القهوة ليست فتاة والقرب يوحي بأشياء غير جيدة. جوابي: لن أردّ عليك.
في الأعداد الأولى التي أرسلتها من هذه النشرة اتصل بي بعض المشتركين وقالوا أنني تأخرت عليهم في إرسال النشرات. في حين مؤخرًا -وفقط عندما حلّت الكورونا- اتصلت بي مشتركة وقالت:


 أشكرها لكلماتها اللطيفة، إن أردت قراءة القصة التي تتحدث عنها، طالعها هنا يونس بن عمارة وشركاه للجنائز وحفر القبور  🌴

هذا ما زاد حيرتي في الوتيرة المناسبة لإرسال النشرات: هل الأسبوعية أجدى أم الشهرية أم النصف شهرية. أما الوتيرة الحالية التي أمضي بها الآن فهي: كلما اجتمع ما يكفي من الجديد والمستجدات لدي أكتب عنه وأرسله مثلما أفعل الآن.

طيب، ما الذي أفعله هذه الفترة بالضبط؟

  1. أدرب شخصين. واحد على الترجمة الإبداعية، والأخرى على الكتابة الاحترافية لمواقع الإنترنت.
  2. أدير مجموعة من المترجمين (3) لتسليم عشرة مقالات (عالية الجودة) مترجمة لصالح أحد المواقع العربية الجيدة.
  3. أحضّر نفسي لتدريب مجموعة من المدونين على الكتابة الاحترافية لمواقع الإنترنت لصالح ذات الموقع العربي.
بخصوص المدير الإعلامي لإحدى المنظمات الدولية الذي تكلمت عنه في النشرة السابقة، فقد كلفني بأحد الأعمال وقد أُنجزت بحمد الله، وتم الدفع. أوصيك بشدّة بقراءة ذلك العدد، وتطبيق ما فيه من رؤى ونصائح لتطوير عملك عبر الإنترنت.

كما يعلم المتابعون، لا زلتُ بعون الله ثم دعمكم مستمرًا في التدوين اليومي دون انقطاع على مدونتي الشخصية، كما لا زلت أيضًا أضخ فيها محتوى مترجمًا مختارًا بعناية لفائدة القراء الناطقين باللغة العربية.

آخر ما ترجمنا (شكرًا مصطفى بوشن) ونشرناه: ألعاب تمرين الدماغ ليست إلا هراء!

بطبيعة الحال، دعمكم بمشاركة ما أصنعه من محتوى مُقدّر. يمكنكم دعمي أيضًا بمختلف الطرق التي سردتها في هذه الصفحة.

وختامًا ولأن فيروس كورونا أجبر الكثير منا على المكوث في البيوت. إليكم هذين العرضين:

العرض الأول

إن أردت قراءة رواية مسلية ومشوقة، تجزي بها وقتك، ردّ على الرسالة وسأرسل لك رواية إيفيانا بسكال بجزئيها (مجانًا) على ألا تشاركها مع غيرك لأنها لا زالت تباع.
كل ما عليك فعله: الرد على هذه الرسالة وطلبها مني. وسأرسلها لك فور قراءة رسالتك إن شاء الله.
سيكون جميلًا منك لو تضع عنها اقتباسات وتدعو الناس لشرائها وتكتب عنها مراجعة في المنصات التي تنشط فيها سواءً أكانت جودريدز، أبجد، فيسبوك، سناب شات...وحتى التيك توك لم لا؟

العرض الثاني

حديث وديّ، استشارات مجانيّة لك، احجز معي 30 دقيقة صوتيًا أو نصيًا. نتحدث فيها عن: العمل أو الحياة أو كلاهما. هي فرصة للتعارف أكثر، وتبادل النصائح والمعلومات وللترويح عن النفس والفضفضة.
يكفي الرد على هذه الرسالة لتحديد الموعد والمنصة المناسبة للمحادثة.

 
أرجو أن تظلوا سالمين وتخرجوا من هذه المحنة غانمين.

قبل أن أنسى: كتبت الكثير من الأجوبة على حسابي في قورة مؤخرًا، طالعها هنا؛ لا تنسى التأييد والمشاركة هناك. 

دمتم سعداء ومستقبل مشرق طيب لكم

Twitter
Facebook
Website
Email
Copyright © 2020 Youdo.blog, All rights reserved.


Want to change how you receive these emails?
You can update your preferences or unsubscribe from this list.

Email Marketing Powered by Mailchimp