شبح الخواجة
يقول عبدالفتاح كاليطو في لن تتكلم لغتي: "[إنّ الترجمة] قد اكتسحت أفقًا بحيث إنها تعمل حتى عندما نقرأ القدماء. نقرأ حي بن يقظان فيشرد ذهننا جهة روبنسون كروزو؛ نقرأ المتنبي فيتجه تفكيرنا إلى نيتشه وإرادة القوة؛ نقرأ رسالة الغفران فإذا بالكوميديا الإلهية تنبعث أمامنا شئنا أم أبينا؛ نقرأ اللزوميات على ضوء شوبنهابر أو شيوران؛ نقرأ دلائل الإعجاز لعبدالقاهر الجرجاني فنلتقي فجأة بسوسير؛ نقرأ المنقذ من الضلال فيطلّ ديكارت علينا ليخلّصنا من حيرتنا. وويل للمؤلفين الذين لا نجد من يقابلهم عند الأوربيين: إننا بكل بساطة لا نلتفت إليهم، فيقبعون في برزخ مظلم مهجور، برزخ بلا مرايا تعكس ظلهم وتنقذهم من الضياع ومن وحدة تشبه الموت. بالاختصار، نقرأ القدماء استنادًا إلى الأدب الأوربي. وكلّما اقترب كتاب عربي من هذا الأدب، تضاعفت حدود تثمينه والإعجاب به، وازدادت فرص ترجمته."
|