مثل الغني ولعازر
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوي
قال الرب هذا المثل ليبين أهمية الإيمان بالله وعمل الرحمة واحتمال الآلام كطريق للأستعداد للملكوت. فقال عن إنسان غني قاسى القلب يهتم بذاته وملابسه ولذاته وشهواته وينهمك في ملذات العالم ولا يتعطف بالرحمة علي مسكين وأساء استخدام امواله. لقد وضعوا أمام قصر الغني لعازر المسكين لعله يعطف عليه بطعام وعلاج وكان عاجز عن الحركة فتقرح جسده وكان يشتهي أن يأكل من فضلات الغني وكانت كلاب مستأنسة تلحس قروحه فكانت تخفف ألامه واشفقت عليه دون الغني واحمتل لعازر ومعنى أسمه " الله يعين" البلايا والقروح والفقر بشكر وعدم تذمر ومات الغني ودفن وذهبت روحه للجحيم أما لعازر فحملت الملائكة روحه لحضن ابراهيم فالملائكة يفرحوا بتوبتنا ويرافقوا ارواحنا للسماء وهناك من يقول انها قصة حقيقية بدليل ذكر اسم الفقير والبعص يقول انها قصة رمزية واسم لعازر يشير الله ان الله يعين المساكين { كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهًا. وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ، الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوبًا بِالْقُرُوحِ، وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ، بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ، فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الجَحِيمِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ، فَنَادَى وَقَالَ: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ارْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هذَا اللَّهِيبِ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ. وَفَوْقَ هذَا كُلِّهِ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْعُبُورَ مِنْ ههُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ، وَلاَ الَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا. فَقَالَ: أَسْأَلُكَ إِذًا، يَا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَهُ إِلَى بَيْتِ أَبِي، لأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ، حَتَّى يَشْهَدَ لَهُمْ لِكَيْلاَ يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلَى مَوْضِعِ الْعَذَابِ هذَا. قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ، لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ. فَقَالَ: لاَ، يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، بَلْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ. فَقَالَ لَهُ: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ، وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ}(لوقا ١٦: ١٩-٣١).
لعازر يرمز الي المحتملين ضيقات الحياة بشكر وعدم تذمر صبر والتائبين المعترفين بخطاياهم كقروح تخرج من الداخل للخارج فينالوا رضا ومراحم الله والحياة الأبدية أما الغني فيشير الي من يحيوا لملذات الدنيا وشهواتها غير ناظرين الي أحتياجات أخوتهم الفقراء. ان السيد المسيح هنا يحثنا أن ننظر لأحتياجات المحيطين بنا من طعام وعلاج والي البعيدين عن الله ويتعذبوا من الخطية ويحتاجوا أن نقدم لهم محبة الله ومحبتنا لهم ليجدوا منها الراحة. فلا ينهمك الإنسان في أنانيته ومشاغله ويتناسى أن يقدم المحبة الروحية لمن حوله كوكيل صالح علي نعم ومواهب الله المتنوعة لديه
+ رفع الغني عينيه من بعيد في الجحيم كمكان صعب لا يحتمل والفردوس كمان عالى وسامٍ وطلب من إبراهيم ان يرسل لعازر ليبرد له لسانه فاللسان قد يؤدي بنا الي السعادة الابدية او العذاب وكان رد أبونا ابراهيم ان ما يعانيه من عذاب هو الجزاء له لانه أنغمس في الشهوات المادية وابتعد عن الإيمان بالله ومعرفته له ولم يصنع خير أما لعازر فقد احتمل البلاياء بشكر فاستحق العزاء والفرح الأبدي. كما ان هناك فاصلا بين الطرفين الجحيم والفردوس يمنع انتقال أحد الي الآخر. لقد طلب الغني من إبراهيم ان يرسل لعازر الي الأرض لينذر أخوته الخمسة حتى يتوبوا لانهم يسلكون مثله منهمكين في اللذات المادية حتى لا يأتوا الي العذاب وهذا الحوار يبين ان المنتقلين حتى الاشرار منهم يشعروا بمن في الارض ويودون خلاصهم. إننا سنعرف بعضنا البعض في السماء لكن رد إبراهيم علي الغني فقال لديهم اسفار الكتاب المقدس وان لم يؤمنوا بها فحتى لو قام أحد من الأموات فلن يؤمنوا. فقد اقام السيد المسيح لعازر من القبر بعد اربعة أيام من موته ولم يتب اليهود بل حاولوا قتل لعازر وقام السيد المسيح من القبر وعملوا علي أخفاء خبر قيامته وقاوموا التلاميذ والرسل. فلنهتم بخلاص نفوسنا ونقرأ الكتاب المقدس ونحيا الإيمان العامل بالمحبة ونصنع رحمة لنجد رحمة في يوم الدينونة وتحمل ارواحنا الملائكة الي السماء لنكون مع القديسين
+ فلنشكر صانع الخيرات الرحوم الذي وهبنا الحياة كنعمة منه واعطنا ان نعرف ارادته الصالحة والكتاب المقدس الذي يهدى خطانا الي طريق البر بل ووهبنا روحه القدوس يبكتنا علي الخطية ويقودنا في طريق التوبة والرجوع ويحثنا ويهدينا الي عمل الصالحات ويهبنا النعمة لنجول نصنع خير
نصلي ونطلب من صلاحك يا محب البشر ان تنعم علينا بغفران خطايانا وتسامحنا علي ضعفنا وتقصيرنا وجهلنا وتهبنا الحكمة لنجاهد لنرضيك ونصنع رحمة ومحبة مع الجميع لنجد دالة امامك ونفرح مع القديسين مسبحين وشاكرين نعمتك في كل حين، أمين
منقول
|